قرية "أبوغنيمة" تطالب بتخليد اسم الشهيد الدكتور أحمد ماضي: "رمزًا للتضحية والوفاء"
في لفتة إنسانية ووطنية، طالب أهالي قرية أبوغنيمة التابعة لمحافظة كفر الشيخ بإطلاق اسم الشهيد الدكتور أحمد ماضي على إحدى مدارس القرية، تكريمًا لما قدّمه من تضحيات في سبيل الوطن، ولتخليد اسمه كرمز يُحتذى به في حب الوطن والتفاني في خدمته.
الدكتور أحمد ماضي كان واحدًا من أوائل الأطباء الذين لبّوا نداء الواجب خلال أصعب الفترات التي مرت بها البلاد. لم يتردد لحظة في الوقوف في الصفوف الأولى، واضعًا حياته على كفه من أجل إنقاذ الأرواح، دون انتظار تكريم أو مقابل. آمن أن الوطن حين يكون في خطر، لا صوت يعلو فوق صوت الواجب، وأن التضحية هي أسمى ما يمكن أن يقدمه الإنسان لوطنه.
ويؤكد الدكتور محمود أبوالعزم، زميل الشهيد وصديقه المقرب، أن مطلب تخليد اسم الدكتور أحمد ماضي ليس مطلبًا شخصيًا، بل هو رغبة صادقة من جميع أهالي القرية الذين يرونه نموذجًا مشرفًا يُحتذى به بين شباب القرية وأجيالها القادمة.
ويضيف الدكتور أبوالعزم: "نحن مجموعة من الأطباء تطوعنا خلال تلك الفترة الصعبة، وتعاهدنا فيما بيننا أن من يبقى منا على قيد الحياة، يتحمل مسؤولية الاطمئنان على أسر زملائنا الذين رحلوا، ويسعى لتكريم ذكراهم بالطريقة التي تليق بتضحياتهم."
رغم مرور السنوات، لم ينسَ الدكتور محمود أبوالعزم هذا العهد. فظل يتنقل بين المحافظات والقرى بحثًا عن أسر زملائه، مطمئنًا على أحوالهم، حريصًا على مساعدتهم. كان آخر من تبقى من مجموعة مكونة من أربعة أطباء، جمعهم حب الوطن ووحّدتهم رسالة إنسانية سامية.
واختتم الدكتور أبوالعزم حديثه قائلًا: "استطعت بفضل الله أن أطمئن على الجميع، وساعدت في حل مشكلة زميلنا الدكتور قنيبر، وأدعو اليوم إلى أن يُكرم الشهيد أحمد ماضي بتخليد اسمه في مدرسته، ليكون شاهداً على قيمة الوفاء والتضحية، وليظل اسمه حيًا في قلوب الجميع."
هذا ويأمل أهالي قرية أبوغنيمة أن تستجيب الجهات المعنية لهذا المطلب الشعبي، تكريمًا لواحد من أبطال القطاع الطبي الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، وتأكيدًا على أن من يضحي من أجل وطنه لا يُنسى.